(( الكرامة))

يحتفل الاردن الرسمي والشعبي، كل عام تخليدا لذكرى الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية تراب ارض الكرامة في يوم النصر يوم الكرامة. يوم خالد في ضمير الاردنيين وكلما اطل في كل عام، يستيقظون صباح ذلك اليوم رجالا ونساء شيوخا واطفالا، ويستعيدون باعتزاز وبشعور من الزهو والامل لحظات الفرح وجنود الجيش العربي البواسل يكتبون بدمائهم ملحمة الانتصار على الغزاة ويحطمون اسطورة الجيش الذي لا يهزم. كنا نطل من مرتفعات البلقاء صوب غور الاردن لنشهد بانوراما حية ابطالها الحقيقيون جنود جيشنا العربي المصطفوي، وهم يصدون جحافل المهاجمين، فيستعيدون كرامة الأمة المثلومة وهم يرددون «الله اكبر الله اكبر .. المنية ولا الردية» وكأننا نشاهد جندا من أيام التاريخ الخالد، وكأننا نقرأ من دفتر التاريخ احداث معركة اليرموك. لقد عادت للأمة حالة الوعي والتفاؤل وعاشت ساعات النصر المبين.

نحتفل بمعركة الكرامة، لأنها جزء من تاريخ هذه الأمة المرابطة ولأنها محطة متقدمة من تاريخ الجيش العربي وريث جيش الثورة العربية الكبرى ووريث جيوش الفتح في معارك الاجداد في اليرموك وحطين ومؤتة.

نحتفل بيوم الكرامة حتى نقول للذين ارتدوا ووقفوا في صفوف اعداء الأمة بأن الاردن الجيش والشعب والقائد والوطن والتراب سيظل الى الأبد الحارس والمقاتل والصامد والمدافع عن ارض الحشد والرباط ولا تمنع تقدمه صيحات المرتدين.

نقرأ اليوم وفي هذا اليوم، لأبنائنا من كتاب النصر ودفتر الشهادة حكايات البطولة والاستشهاد والايثار لجنودنا الشجعان البواسل.

واذا كنا قادرين على دحر من يحاولون «تدنيس» تراب هذا الوطن، فإننا قادرون اليوم على الرد على كل الحاقدين الذين صنعتهم لحظات شاذة من التاريخ واخطاء متعمدة والصدف التي تعبر في غفلة من التاريخ الحقيقي.

نستذكر في هذا اليوم صورة القائد والفارس الهاشمي الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه وهو يقف مثل الرمح العربي لا ينكسر، عصيا على المهاجمين، ويعانق جنده المنتصرين والشهداء المسافرين الى جنات الخلود.

نستذكر ذلك اليوم الخالد وجيل من ابناء واحفاد هؤلاء الجند يرثون ذلك المجد ويشكلون فيالق من جيشنا العربي بقيادة عبدالله الثاني بن الحسين يحفظه الله ويرعاه.

ونقرأ اليوم في حضرة القائد اسفارا من كتاب التاريخ الذي يعزز فينا روح العزيمة والتفاؤل ونمضي في طريق العزة والتقدم. ونطوف بأحلامنا في ربوع هذا الوطن ونكمل عيوننا بعطر شيحه وقيصومه .. ونطوف فوق كل ربوة وجبل وسهل ومرج من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه. ونقول بقلوب عامرة بالايمان وبالمستقبل «حماك الله يا وطن» وسيظل الاردنيون النشامى الشهداء منهم والخالدون والصامدون في كل بقعة من هذا الوطن، الحماة الأباة. وسنظل بعون الله الكبار بقيادتنا والكبار في أفعالنا، رؤوسنا عالية وهاماتنا مرفوعة لا تقبل الانحناء لاننا لم نأت الى التاريخ صدفة وانما جئنا من بواباته الواسعة ودخلناه كما يدخل الشرفاء والمنتصرون.

يسلمووووووو
اناملك الدهبية التى ابدعت

ميرسي على الموضوع الرائع

يسلمو على الموضوع